الجمل والواوي
العالم (قايم قاعد) بسبب الأزمة المالية العالمية، بورصات تغلق على خسارة، أسواق تعلق التداول، شركات تعلن الإفلاس، وأخرى تفضّل الاندماج،بنوك على حافة الهاوية، صندوق النقد الدولي يحذر من كساد عالمي..فضائيات تبث تقارير دورية عن آخر تطوّرات الأزمة، واجتماع ضم الدول السبع الكبار..واجتماع آخر ''للخمسطعش'' الوسط..والخ من ''سواليف فايته ببعضها'' لا افهمها..
الغريب أن الدول العربية لديها ''مخزون'' هائل من منظّري الاقتصاد والمتفلسفين بأسواق المال والأعمال،كلهم تبخّروا عند ظهور الأزمة واختبئوا في ''بيت الدرج''،الى الآن لم أشاهد أو أسمع او أقرأ لاقتصادي عربي أو محلي (يشدّ حيله) ويقف شارحاً لنا الأسباب الحقيقية وراء هذا التهاوي الاقتصادي السريع كقطع الدومينو..وكيف لدول كانت ''تقشّعر'' ابداننا إذا ما سمعنا عن حجم ميزانياتها واستثماراتها ومخزونها من احتياطي العملة..أن ''تلاخم'' هكذا في وضح النهار ولا تعرف كيف تحمي نفسها كي لا تقع في مستنقع الإفلاس..وهل كل هذه الهالة التي ''ضحكوا'' علينا فيها طيلة السنين الماضية..طلعت ''فشنك''؟؟..أي ''يُضرب'' هيك اقتصاد..
ثم أين العقول الكبيرة ومهندسو ''الرأسمالية'' الأمريكية، ليحذروا بلدهم من هذا ''التسونامي'' الذي بخّر ألآف المليارات من موجوداتها وجرّ دول أخرى مربوطة معها بخيطة الثقة الى هاوية الكساد العالمي،كل ذلك في أقل من شهرين..أنا أعتقد أن كل ما يجري لهم، هو ''خطايا'' الشعوب المعلقة في ''حرجة'' أمريكا..ليس الاّ..
*** محلياً، يقول (ربعنا) ان لا تأثير يذكر على قطاعاتنا الاقتصادية- والحمد لله- لا بل قالوا ان هذه الأزمة مفيدة لنا ولكل الدول النامية وذلك بسبب تراجع أسعار النفط، إلى جانب هبوط أسعار صرف اليورو، وتباطؤ الطلب العالمي، الذي سيؤدي في مجمله إلى خفض كلف المحروقات، ورفع درجة تنافسية القطاع الصناعي، ودبّ النشاط في قطاع العقار، وتراجع أسعار السلع الأساسية، وتعزيز البيئة الاستثمارية في البلد والذي يؤمن لنا بدوره العيش ''الرغيد''.
فعلاً، ربنا لا ينسى أحدا..فقد ''يكسر جملاً،ليعشّي واوي''.
أصل الموضوع:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] com/pages. php?opinion_ id=9262
الكاتب والصحفي في جريدة الرأي
أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@ hotmail.com